أكد برنارد تشارلز، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "داسو سيستمز"، أن دمج الابتكار مع القطاع الصناعي يشكل مدخلاً لتحقيق مستقبل مستدام للعالم. وجاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات اليوم الأول من الدورة الافتتاحية القمة العالمية للصناعة والتصنيع، والتي تعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جامعة باريس السوربون – أبوظبي.
وسلط تشارلز الضوء على أهمية ابتكار حلول اقتصادية جديدة، مؤكداً أن "آفاق الابتكار من شأنها المساهمة في تغيير ملامح قطاع الصناعة". كما أشار برنارد تشارلز خلال الجلسة إلى تأثير الاقتصاد الجديد على ثلاثة محاور هامة تشمل مجالات التصنيع، والكوادر البشرية المؤهلة للمستقبل وتطوير سلاسل القيمة العالمية.
وقال تشارلز: "نعيش الآن مرحلة تجربة الحلول المستقبلية، حيث بات مفهوم القيمة أكثر شمولية، وينبثق من التجربة التي يخوضها العميل ككل لا المنتج بحد ذاته. ولهذا، فإننا نفخر بتقديم خدمات ’داسو سيستمز‘ لما يصل إلى 250 ألف مؤسسة حول العالم. ولا شك في أن علينا تطوير العلاقة بين من المنتج والطبيعة والحياة إذا ما أردنا أن نعيش في عالم مستدام. ومن هذا المنطلق، فإن العالم الرقمي سيسهم بلعب دور بالغ الأهمية في تطوير تجربة العملاء، حيث لا يوجد حدود للابتكار في هذا العالم."
واستطرد تشارلز: "مثل إطلاق طائرة بوينج 777 في العام 1994 ثورة صناعية بحد ذاته، حيث كانت أول طائرة على الإطلاق يتم تدشينها دون إنتاج نموذج مسبق لها. لقد جسد هذا الحدث نقلة نوعية في عالم الطيران، بل كان له تأثير كبير على مستوى العالم. واليوم، نشهد نقلة نوعية مماثلة من خلال سبل الإنتاج المتبعة في مختلف القطاعات الاقتصادية."
وأوضح برنارد تشارلز أن العالم يشهد منافسة كبيرة اليوم، والحلول المعروضة لا تكفي، لأنها يجب أن تكون أكثر استدامة. وأشار إلى مدى حاجة الشركات لتبني استراتيجيات مبتكرة، لافتاً إلى أن "الأمر يتعلق بإنشاء عالم يمكنك فيه دمج جميع العوامل في نهج شامل بين الحياة والطبيعة والمنتج".
واختتم الرئيس التنفيذي لشركة "داسو سيستمز" حديثه بالقول: "تتطلب الطبيعة المتغيرة لقطاع الصناعة من الشركات اتباع نهج أكثر حداثة مقارنة بأساليب الصناعة التقليدية". وأشار تشارلز إلى أن شركة "داسو سيستمز" أكدت ريادتها من خلال خلق بيئة تجريبية تسمح بالإطلاع على إمكانات منتجاتها بشكل مسبق من دون الحاجة إلى إنتاج نماذج مادية. مما يشكل، وفقاً لتشارلز، تأكيداً حقيقياً على أهمية الابتكار ودوره المحوري في تغيير القطاع الصناعي."
وتعقد الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع في جامعة باريس السوربون- أبوظبي من 27 وحتى 30 مارس 2017. وتعتبر القمة مبادرة مشتركة بين وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، وتشارك في استضافتها دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتعد القمة أول تجمع عالمي للقطاع الصناعي يجمع صناع القرار من الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني لتبني نهج تحولي في صياغة مستقبل القطاع.
وتكتسب القمة العالمية للصناعة والتصنيع أهمية عالمية حيث تتيح للشركات المشاركة فرصة الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في قطاع الصناعة. وسيطلق هذا التجمع العالمي الأول من نوعه العديد من الأفكار والرؤى الجديدة ويمهد الطريق للنقاش والعمل على تمكين القطاع الصناعي من المساهمة في صياغة مستقبل جديد للمجتمعات العالمية، ودمج الأنشطة الصناعية في الأسواق المتقدمة والناشئة، وتكريس المسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه الأجيال المقبلة، والتأكيد على دور القطاع الصناعي في إعادة بناء الازدهار الاقتصادي العالمي. وستجمع القمة قادة القطاعين العام والخاص، وممثلي المجتمع المدني، لمناقشة التحديات العالمية في قطاع الصناعة. وستركز القمة على ستة محاور رئيسية وهي: التكنولوجيا والابتكار، وسلاسل القيمة العالمية، والمهارات والوظائف والتعليم، والاستدامة والبيئة، والبنية التحتية، والمعايير، والمواءمة بين الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي.