٢٦ أبريل ٢٠٢٤هـ - ٢٦ أبريل ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
الرعاية الصحية | الثلاثاء 28 مارس, 2017 4:00 صباحاً |
مشاركة:

"الشارقة إمارة صديقة للطفل" تضع صحة الأمهات والرضّع على رأس الأولويات المجتمعية

سجلت إمارة الشارقة ضمن رؤيتها التنموية والحضارية، واحداً من الإنجازات الرائدة والفاعلة على مستوى رعاية الأطفال والناشئة، فكان لها السبق بين بلدان العالم، في استحداث مفهوم "مدينة صديقة للطفل" (من الولادة وحتى عمر عامين)، لتأخذ معايير الاعتماد الدولية من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وتطلق حملة كبيرة لتعزيز أهمية رعاية الأمهات والأطفال على مستوى الصحة البدنية، والعقلية، والنفسية.

بدأت "حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل" مشوارها في فبراير 2011 تحت شعار "بداية صحيحة لمستقبل أفضل"، بمرسوم أميري من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبعد التحضيرات الأولية للحملة، ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة، انطلقت الحملة ميدانياً في مارس 2012، برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وبرعاية مصرف الشارقة الإسلامي.

أخذت الشارقة زمام المبادرة في دعم الأطفال، وتوفير أعلى مستويات الرعاية لهم، استجابة لرؤية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الذي قال: "إن دعمنا للأطفال لن يتوقف وسيستمر ليشمل الأم الوالد وللأب المولود له، وسنعمل في كل النواحي لنحقق ذلك"، وتماشياً مع توجيهات وجهود قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، على مدى العقود الماضية، فجاءت حملة "الشارقة إمارة صديقة للطفل" مستهدفة الأطفال من الولادة إلى عمر السنتين، ثم وسعت الإمارة جهودها لتشمل الأطفال واليافعين حتى الثامنة عشرة من عمرهم من خلال ترشحها مطلع الشهر الماضي لمبادرة اليونيسف "المدن الصديقة للأطفال واليافعين".

وحول أهمية الحملة وريادة الشارقة وما حققته خلال الأعوام الماضية، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل: "إن إنجازات حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، تؤكد الرؤية التي كرستها الإمارة، حيث ظلت رعاية الأجيال الجديدة، على قائمة مشروعها الحضاري، فالحملة تقود الكثير من الجهود التي تمضي بها مختلف مؤسسات إمارة الشارقة ودولة الإمارات في الالتفات إلى صحة الأم والأبناء في أعوامهم الأولى".

وأضافت: "فتحت الحملة خلال الأعوام الأربعة الماضية الباب كاملاً على رؤية جديدة في منظومة التكامل بين بيئة العمل والأسرة، والبيئة المحيطة، وأثرها على تنشئة أجيال المستقبل، فما نجحت الحملة في تحقيقه من مبادرات، وما اعتمدته من مرافق صحية، ومؤسسات، وأماكن عامة، يؤكد أن الجهود التي وقفت على رأسها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، أسهمت في نجاح الحملة وتحقيق أهدافها".

تضمنت الحملة أربع مبادرات طبقت مجتمعة للمرة الأولى على مستوى العالم: الأولى مبادرة "مرافق صحية صديقة للطفل" وهي المبادرة التي تبنتها الشارقة بناءً على مبادرة "مستشفيات صديقة للطفل" التابعة لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، أما المبادرات الثلاث المتبقية، فتكونت من مبادرات مجتمعية فريدة من نوعها، استهدفت المؤسسات وأفراد المجتمع لدعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، وهي: "أماكن عامة صديقة للأم والطفل" و"مؤسسات صديقة للأم" وأخيراً "حضانات صديقة للرضاعة".

ووضعت الحملة جملة من الأهداف الرامية إلى تعزيز مستويات رعاية الأطفال في الإمارة، كان أبرزها: تعزيز وحماية ودعم الرضاعة الطبيعية، وزيادة الوعي ونشر التوصيات الوطنية والدولية عن الرضاعة بين أفراد المجتمع لتصبح ثقافة الرضاعة هي السائدة، وحماية المجتمع من أساليب التسويق المضللة التي تبثها شركات الحليب الصناعي.

وعملت الحملة على تطبيق الحقوق القانونية للأمهات العاملات في القطاع الحكومي بالإمارة، من خلال تمديد إجازة الوضع حتى 90 يوماً، وتخصيص عدد من الساعات للرضاعة أثناء أوقات الدوام، وتوفير الدعم المعنوي والعملي لحل المشكلات والصعوبات التي تصادف الأمهات في الرضاعة، إلى جانب رفع حجم الوعي بأهمية احتضان مواليدهن، ومتابعة صحتهم، في العام الأول والثاني من عمرهم.

وتنكشف ملامح النجاح الذي حققته الحملة، بتتبع ما أنجزته خلال الأعوام من 2011 وحتى 2015، وبالوقوف عند ما أنجزته المبادرات الأربع التي تضمنتها، إذ نجحت في رفع نسبة الرضاعة الطبيعية بإمارة الشارقة من 18% في عام 2012 الى 43% في نهاية عام 2015، وفي العام 2016 وصلت نسبة الرضاعة إلى 50% وهو المعدل المستهدف عالمياً لعام 2025. وتكللت جهود الحملة، على مدار أربعة أعوام منذ انطلاقتها، في ديسمبر 2015، بإعلان الشارقة أول "مدينة صديقة للطفل" على مستوى العالم.

المبادرة الأولى: مرافق صحية صديقة للطفل

جاءت مبادرة "مرافق صحية صديقة للطفل" بهدف تهيئة بيئة داعمة ومساندة للأمهات للبدء والاستمرار بالرضاعة الخالصة خلال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل، والاستمرار في الرضاعة لمدة سنتين مع إدخال التغذية التكميلية المعدة منزلياً.

وللحصول على اعتماد المرافق الصحية الصديقة للطفل، طالبت الحملة المؤسسات القائمة على توفير الرعاية للمرأة الحامل والأم والطفل، بمراعاة وتطبيق عدد من الخطوات هي: وجود سياسة مكتوبة للرضاعة وتعريف جميع العاملين عليها في المركز بشكل روتيني، وتثقيف وإمداد جميع النساء الحوامل بمعلومات عن الرضاعة وفوائدها ومخاطر الحليب الصناعي، ودعم الأمهات على ممارسة الرضاعة والمحافظة عليها.

وبعد تحقيق شروط الاعتماد وخطواته، حصلت ثمانية مراكز صحية وأربعة مستشفيات في الإمارة على اعتماد "مرفق صحي صديق للطفل"، وبلغ عدد المدربين المعتمدين في هذه المرافق 2000 مدرب مختص في مجال الرضاعة الطبيعية، نفذوا خلالها 25,000 ساعة تدريب معتمدة من وزارة الصحة. وأجرت الحملة خلال المبادرة ما يقارب 250 زيارة للمستشفيات والمراكز الصحية، وعقدت 200 اجتماع مع مسؤولي المرافق الصحية، إضافة إلى تنظيم عدد من ورش العمل، والزيارات الميدانية.

المبادرة الثانية: مؤسسات صديقة للأم

توقفت مبادرة "مؤسسات صديقة للأم" عند ازدياد عدد الأمهات العاملات، ودور أماكن العمل في المساهمة بمنحن فرصة العناية بأطفالهن لتوفير البداية الصحيحة لمستقبلهم الصحي. لذلك وضعت المبادرة سلسلة من الشروط والمعايير لتصبح المؤسسات "صديقة للأم"، فنصت على أنه يتوجب على المؤسسات الالتزام بعدم قبول أي نوع من الهدايا أو الرعاية أو توزيع منشورات أو مواد دعائية لأي شركة لديها منتجات تكون بديلة لحليب الأم، وتوفير غرفة خاصة للموظفات لرضاعة أطفالهن أو شفط الحليب، تتوفر فيها معايير معينة ولا تقل عن مساحة محددة، إضافة إلى تمكين الموظفات من أخذ استراحات للرضاعة الطبيعية خلال فترة العمل.

ولدعم المؤسسات في التقيّد بالشروط والمعايير، نفذت المبادرة 315 زيارة تقييمية واجتماع مع المؤسسات، ونظمت 70 محاضرة وورشة عمل، لتحقق بذلك نتائج واضحة ظهرت في عدد المؤسسات التي نالت اعتماد "مؤسسة صديقة للأم" حيث وصل إلى 84 مؤسسة من 2012 وحتى 2016.

المبادرة الثالثة: حضانات صديقة للرضاعة

وانطلقت مبادرة "حضانات صديقة للرضاعة"، من حقيقة أن توفير بيئة داعمة للرضاعة في الحضانات من أساسيات تعزيز الرضاعة في المجتمع. وللوصول إلى الاعتماد الكامل، كان على الحضانات توفير غرفة للرضاعة، وتدريب جميع الموظفات لتمكين الأمهات من إرضاع أطفالهن، إضافة إلى إيجاد بيئة تعزز الطريقة الطبيعية لتغذية الرضع. ونجحت المبادرة في تحقيق اعتماد 28 حضانة، وتنظيم 25 دورة ومحاضرة، إضافة إلى إجراء80  زيارة ميدانية.

المبادرة الرابعة: أماكن عامة صديقة للأم والطفل

إلى جانب هذه الجهود كانت مبادرة "أماكن عامة صديقة للأم والطفل"، تطرح الكثير من التساؤلات حول أهمية توفير أماكن عامة صحية وصديقة للأم والطفل، حيث وجدت الحملة أن الكثير من الأمهات المرضعات يقمن بإدخال الحليب الصناعي عند خروجهن من المنزل، منطلقين بذلك من أن الأطفال الذين تم إرضاعهم حليباً صناعياً يصبحون أكثر عرضة للالتهابات وأنواع الحساسية والأمراض المزمنة.

فنظمت المبادرة منذ العام 2011 الكثير من الفعاليات لتعميم مشروعها، وضم أكبر قدر ممكن من الأماكن العامة إلى لائحة الملتزمين بمعايير "الأماكن العامة الصديقة للطفل والأم"، حيث عقدت أكثر من 15 دورة ومحاضرة، وأجرت50  زيارة ميدانية، فاستقطبت 19 مكاناً عاماً في أرجاء الإمارة.

مشروع حضاري اجتماعي

وتجاوزت الحملة هدفها الرئيسي، لتتحول إلى مشروع حضاري اجتماعي، ينظر إلى مستقبل الأجيال الجديدة، ويبني طاقتها على مختلف الصعد، حيث نظمت الحملة أكثر من 1055 زيارة واجتماعاً رسمياً، واستقطبت أكثر من 140 جهة ومؤسسة ومرفقاً صديقاً للطفل، وتوجهت بتجربتها خارج الإطار المحلي، لتحقق حضوراً إقليمياً ودولياً.

ولم تكتفِ الحملة بذلك، وإنما أسهمت بوضع الشارقة في مقدمة المدن الأكثر اهتماماً بالرضاعة الطبيعية، وتوّجت باستضافتها في ديسمبر 2014 مؤتمر الرضاعة الطبيعي العالمي الثالث، إلى جانب مشاركتها في احتفالات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في أغسطس من كل عام.

إلى جانب ذلك كله كانت الحملة تدعم جهودها بالمواد التعليمية لتوثيق تجربتها بالبيانات والإحصاءات، فأصدرت النشرات التوعوية للأمهات، ووفرت المواد والأنشطة باللغتين العربية والإنجليزية، ونظمت عدداً من المحاضرات التوعوية في المراكز الصحية، ووزعت أكثر من 10 آلاف سجل طبي للرضاعة، وأعدت25  ساعة من الوثائق التعليمية لمختصين في الرعاية الصحية، وعملت على توزيع 1000 نشرة، و1200 ملصق تعليمي، و10 آلاف قرص مدمج.

بعد كل هذه الجهود التي لازالت تتواصل حتى اليوم، تضع حملة "الشارقة مدينة صديقة للطفل" رؤاها في مشروع "الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين"، الذي تبنته الإمارة بعد النتائج التي تحققت على مستوى الرعاية الصحية، وحضانة الأطفال، ودعم حقهم في الرضاعة الطبيعة، حيث باتت تتطلع لرؤية أوسع في المشروع الجديد، لتصبح نموذجاً للمدينة المعاصرة، الرائدة على مستوى المنطقة العربية، وتستثمر بأجيال المستقبل ليكونوا قادرين على حمل مشروع الإمارة الحضاري واستمرار تجربته المتميزة.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة