٠٥ مايو ٢٠٢٤هـ - ٥ مايو ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين دبي
التكنولوجيا وتقنية المعلومات | السبت 7 فبراير, 2015 2:56 مساءً |
مشاركة:

سماء الإمارات تشهد أحدث ابتكارات الطائرات بدون طيار لمهام الإنقاذ والدفاع المدني

حلقت عشرات الطائرات بدون طيار في سماء مدينة دبي اليوم الجمعة في حدث هو الأبرز من نوعه في هذا المجال بحضور نخبة من المتخصصين والمهتمين، وتم الكشف عن الكثير من أحدث ما توصلت إليه التقنيات في مجال الاستخدامات السلمية ضمن فعاليات اليوم الأول من "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان" في مدينة دبي للإنترنت.

وأعلنت لجنة التحكيم عن تأهل 10 متسابقين من المسابقة الوطنية والدولية إلى الدور النهائي، من أصل 39 متنافساً شاركوا في الدور نصف النهائي أمام لجنة التحكيم التي تضم نخبة من أبرز الخبراء المحليين والدوليين، وذلك في حفل نظم خصيصاً في مدينة دبي للإنترنت اليوم.

وفي تعليق له على فعاليات اليوم الأول من التصفيات نصف النهائية لـ "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان"، قال معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء: "شهدنا اليوم إطلاق ’جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان‘ التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال فعاليات الدورة الثانية للقمة الحكومية العام الماضي، ويمثل هذا الحدث منصة محلية وعالمية فريدة من نوعها لاستعراض أحدث الأفكار والمشاريع المرتبطة بتوظيف الاستخدامات المدنية لتقنيات الطائرات بدون طيار للارتقاء بمستوى حياة الناس والمجتمع وزيادة مستويات السعادة".

المسابقة الوطنية
شهدت المرحلة النهائية للمسابقة الوطنية تأهل مشعل محمد عيسى محمد المرزوقي عن مشروع نقل الأدوية والاسعافات الاولية باستخدام الطائرات بدون طيار في قطاع الصحة، وتميز هذا المشروع بقدرته على الارتقاء بجودة تقديم خدمات هيئة الصحة في دبي في مجال الرعاية الصحية، وذلك من خلال حمل حزم علاجية أو نقل بعض الملفات، والتي تعد خدمات فعالّة في رفع جودة الخدمات وتسهيلها.

وعلق المرزوقي حول مشاركته في منافسات الدور نصف النهائي بالقول: "يتيح هذا المشروع آفاقاً جديدة من الخدمات التي يمكن تقديمها الصيدليه المتنقلة، والتي تشكل حلاً للذين يواجهون صعوبة في مراجعة الصيدليات، وذلك بسبب الإعاقة أو المرض أو أي ظرف آخر، كما يمكن أن تعمل الطائرات بدون طيار كحقيبة إسعافات متحركة تصل إلى الأفراد بأماكن الحوادث، بالإضافة إلى نقل نتائج الفحوصات الطبية واستلام التقارير الطبية للمرضى أينما كانوا".

وحل محمد حسين السيد درويش في المرتبة الثانية عن مشروع طائرات بدون طيار لمراقبة مواقف السيارات المدفوعة الأجر ورصد المخالفين في قطاع البنية التحتية، وأكد درويش أن مشروعه يوفر أكثر من 475 مليون درهم سنوياً عبر تحسين خدمة المواقف المدفوعة من خلال تحويل الخدمة إلى نظام أتوماتيكي بالكامل باستخدام الطائرات بدون طيار، بحيث تقوم كل طائره بتغطية منطقة معينة وتستخدم عمود الإنارة كمكان للهبوط والشحن وكاميرا للمراقبة.

وحال وقوف السيارة بالمكان المخصص تقوم الطائره بأخذ رقمها وبدء احتساب أجرة الموقف حتى مغادرتها، كما يتم احتساب المبلغ المستحق وسحبه أتوماتيكيا من حساب العميل عبر بطاقات محددة، وتقوم الطائرة أيضاً بتسجيل أي مخالفه كالوقوف في أماكن غير مخصصه كمواقف للانتظار.

وصرح درويش قائلاً: "يساهم هذا النظام المتطور بالاعتماد على أجهزة المراقبة والتقنيات الأحدث من نوعها في تعزيز خدمات المواقف المدفوعة ويوفر أكثر من 475 مليون درهم سنوياً، الأمر الذي يصب في صالح تطوير الخدمات المقدمة ويرتقي بمستويات الابتكار"

وذهبت المرتبة الثالثة لمشروع "سند" لمنصور البلوشي بحصوله على نسبة عن مشروع طائرة بدون طيار مخصصة لعمليات الإنقاذ وغيرها من الخدمات المتعلقة بالدفاع المدني، قطرها 2.7 متر، وبارتفاع 1.5 متر، وتزن نحو 60 كيلو غراماً، والتي تمتلك القدرة على سحب شخص، كما أنها قادرة على إسقاط 4 ستر نجاة مخصصة لهذا الغرض.

ويمكن لطائرة "سند" أن تحلق على نقاط الطرق المتنوعة والممتدة على مساحات واسعة وإجراء عمليات المسح الكاملة لمساحة تصل إلى 5 كيلو متر وتحمل تقلبات الطقس، بالإضافة إلى سهولة التشغيل والقدرة على تطوير المشروع ليتمكن من نقل أوزان تصل إلى مئة كيلو غرام ولكن بفترة زمنية أطول.

وتحدث البلوشي عن مشاركته بالقول: "يسرني المشاركة في منافسات ’جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان‘ التي تجسد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتغيير مفهوم الطائرات بدون طيار وتوظيف تقنياتها لصالح الإنسانية. وجاء اختياري لهذا المشروع من هذا المنطلق، وإنني فخور للغاية بالمشاركة في هذا الحدث البارز، ويمثل هذا التأهل إنجازاً عظيماً بالنسبة لي"

أما المرتبة الرابعة فقد ذهبت إلى مشروع مراقبة الحياة البرية في دولة الامارات العربية المتحدة وتسجيل تحركات الحيوانات البرية والنباتات، الذي قدمه ماثيو برنيت كاراو عن قطاع البيئة. ونظراً للصعوبات المرافقة لهذه العملية والتي تتعلق بوعورة التضاريس والحرارة المرتفعة والحاجة لعدد كبير من الكاميرات المخصصة للمراقبة تعد فكرة قيام الطائرات بدون طيار بالتحليق على الوادي وجمع الصور من الكاميرات حلاً مثالياً، كما أنها من خلال نشر الصور على شبكة الإنترنت.

وتحدث كاراو عن مشروعه قائلاً: "يمكن لهذه الطائرة بدون طيار أن تساهم في تعزيز الوعي بالبيئة البرية لدولة الإمارات، كما أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستمكن الإمارات من احتلال مكانة رائدة عالمية في أساليب الحفاظ على البيئة وتحفيز الشعور بالمسؤولية تجاه الطبيعة".

ونالت إيمان حبليل المرتبة الخامسة ضمن التصفيات نصف النهائية عن مشروع مراقبة مواقع البناء قيد الانشاء باستخدام الطائرات بدون طيار في قطاع البنية التحتية. وتتيح هذه الفكرة المبتكرة إمكانية رصد المواقع عن بعد، من خلال طائرات بدون طيار على جانبين مختلفين وهما مراقبة ساعات العمل في الصيف وتقدم البناء.

وسيتم تجهيز الطائرات بدون طيار بالكاميرات التي تستخدم لالتقاط الصور أو مقاطع الفيديو على الهواء مباشرة ومن مواقع البناء، ثم يتم إرسال الصور التي تم التقاطها إلى محطة رئيسية لمزيد من التحليل والتأكد من إجراءات السلامة، مما يقلل من عدد الأشخاص في مواقع البناء.

وتحدثت عن الفائدة المرجوة من مشروعها بالقول: "ستتيح الطائرات بدون طيار إمكانية تفتيش المواقع بكلفة منخفضة، وتوفير وسيلة فعالة لتفقد مناطق أكثر في البناء خلال وقت محدد، بالإضافة إلى ذلك فإن إرسال مفتشين على علو مرتفع لتفقد المبنى ليست مهمة آمنة، لذا سوف تكون الطائرة بدون طيار أسرع وأكثر عملية".

وخضغت كافة المشاركات المتأهلة للمرحلة النهائية للجائزة ضمن فئاتها الثلاثة، إلى عمليات تقييم وتحكيم دقيقة وفق مجموعة من المعايير التي اعتمدت العنصر الابتكاري والقيمة المضافة والتكلفة المنخفضة والكفاءة شروطاً رئيسية لها.

المسابقة الدولية
نجح الفريق السويسري "فلاي أبيليتي" في حصد المرتبة الأولى عن مشروع طائرة "جيم بول" بدون طيار التي يمكنها دخول الأماكن الضيقة والطيران بأمان على مقربة من الناس، مما يثبت فاعليتها في عمليات الإنقاذ. وقال باتريك تيفوز، أحد أعضاء الفريق: "لا شك أن طائرتنا ستحقق نقلة نوعية، فهي قادرة على تجاوز جميع العوائق دون أن تفقد توازنها، كما أنها محمية بقفص يمكنها من الطيران على مسافة قريبة من الناس دون إيذائهم".

وأضاف تيفوز: "توفر ’جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان‘ فرصة مميزة للارتقاء بهذه التكنولوجيا ومساعدة الناس على إدراك تأثيراتها الإيجابية على مجتمعاتهم بعيداً عن استخداماتها التقليدية للأغراض العسكرية".

وجاءت المرتبة الثانية من نصيب مشروع "كوانتوم" لفلوريان سيبيل وفريقه، حيث يمزج هذا المشروع بين مزايا الطائرات المروحية والطائرات ذات الأجنحة الثابتة لبناء طائرة من دون طيار يمكنها التحليق لفترات زمنية أطول ومسافات أبعد وبدرجة أمان أعلى. وحسب وصف فلوريان، يمكن الاستفادة من "كوانتوم" في مجالات متنوعة بما فيها الزراعة، والخدمات اللوجستية، والمساعدات الإنسانية، والأعمال الإغاثية في حالات الكوارث الطبيعية، وذلك انطلاقاً من قدرتها على نقل حمولة أكبر والطيران لمسافة تزيد عن 500 كم؛ وما يجعل "كوانتوم" أكثر أماناً وفاعلية واقتصادية هو تحولها إلى نمط الطيران الشراعي في حال نفاذ الطاقة وهبوطها بكل سلاسة.

ونجح مشروع لورين فليتشر من المملكة المتحدة في دمج علم هندسة الكربون الحيوي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لإعادة تشجير المناطق المتصحرة بأقل قدر ممكن من التكاليف وأعلى معدلات زراعة يمكن تحقيقها حالياً، وهذا ما أهله ليحل بالمرتبة الثالثة في المرحلة نصف النهائية من المسابقة الدولية.

وقالت لورين: "بالإضافة لإحداث ثورة في قطاع زراعة الأشجار بهدف الحصول على السلع المرتبطة بها مثل الأخشاب وعجينة الورق، ستمنح أنظمة الكربون الحيوي شركات التعدين والمنظمات غير الحكومية والحكومات دفعاً كبيراً في جهود إعادة التأهيل مناطق الغابات والأشجار. وبفضل طبيعته التي تسمح بتعديل النظام حسب متطلبات الحاجة، سيسهم المشروع في تمكين الشركات واسعة النطاق، بالإضافة إلى المجموعات الصغيرة والمجتمعات المحلية على حد سواء".

وذهب الترتيب الرابع إلى كلينتون برتشات من أستراليا الذي ابتكر مشروعاً يلغي حاجة الطائرات بدون طيار إلى مساحة واسعة للهبوط عند تسليم الطرود البريدية. وأشار كلينتون خلال مشاركته إلى أن طرق التسليم الحالية تتطلب توافر منصة هبوط فسيحة، حيث يتم التسليم عادةً إما عن طريق هبوط الطائرة في فناء المنزل أو بإسقاط الطرد باستخدام الحبال. وتشكل تلك العملية خطورة لجهة المرسل إليه بما في ذلك الحيوانات الأليفة والأطفال. وتتمحور فكرتي حول إيصال الطرود بدقة متناهية وفق أعلى معايير السلامة.
وكان المركز الخامس من نصيب تايسي فيرير جوميز من إسبانيا وفريقها الذين قاموا بتصميم طائرة بدون طيار مخصصة لنقل الأعضاء البشرية من مراكز التبرع إلى محتاجيها بكفاءة عالية وفي أقصر وقت ممكن مع الحفاظ على مؤشراتها الحيوية الطبيعية بما يقلص فرص رفضها من قبل جسم المتلقي.

وأشارت جوميز إلى قيام الفريق بإعادة صياغة شاملة للعملية اللوجستية المرتبطة بالتبرع بالأعضاء وزراعتها من خلال تعزيز القدرة على التواصل والتنسيق بين المستشفيات، وإنشاء قاعدة بيانات رقمية لجمع وتنظيم كافة المعلومات، وتبسيط الإجراءات، وخفض التكاليف، والتقليل من احتمال ضياع الوثائق.

وتنعقد فعاليات مرحلة التصفيات النهائية بالجائزة الأكبر من نوعها في مجال الاستخدمات المدنية لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار يوم السبت 7 فبراير 2015، في نفس المكان في مدينة دبي للإنترنت. وتبلغ قيمة المسابقة الدولية 1 مليون دولار أمريكي، فيما يحصل الفائز بالمسابقة الوطنية على 1 مليون درهم.

كما سيتم الإعلان أيضاً عن الفائز بمسابقة الجهات الحكومية، وهي فئة خاصة مصممة خصيصاً لمشاركة الهيئات والإدارات في حكومة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تبادل الخبرات وإبراز أفضل الممارسات في مجال استخدام تقنيات الطائرات بدون طيار للارتقاء بمستوى الخدمات الحكومية. وخلافاً للمسابقتين الدولية والوطنية، فإن هذه الفئة لا تقدم أية مكافآت مالية.

ويوفر هذا الحفل، الذي ينعقد على مدى يومين في مدينة دبي للإنترنت، فرصة للتواصل المباشر بين أصحاب المشاريع الابتكارية ورجال الأعمال والشركات والهيئات المهتمة وحاضنات الأعمال التي سوف تجد من خلال الفعالية فرصة لتمويل عدد من المشاريع وتحويلها إلى واقع يخدم أكبر شريحة من المجتمع.

واستقطبت "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان" أكثر من 800 مشاركة عالمية ومحلية من 57 دولة، الأمر الذي يؤكد على الاستجابة الإيجابية والطلب العالمي على مبادرة حكومة الإمارات العربية المتحدة والتي تهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لخدمة الإنسانية وخلق السعادة في المجتمع.
مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين دبي
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة