الرعاية الصحية | الثلاثاء 9 يونيو, 2015 12:51 مساءً |

شددت اليوم الدكتورة فاطمة المنصوري استشارية الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، على أهمية تعزيز الفهم العام بقضايا الصحة النفسية للمرأة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وذلك بالتزامن مع إطلاق مدينة الشيخ خليفة الطبية لأول وحدة رعاية متخصصة بالدولة تهتم بالارتقاء بمعايير الرعاية النفسية المقدمة للنساء.
وتوفر عيادة الصحة النفسية للمرأة التابعة لجناح العلوم السلوكية في مدينة الشيخ خليفة الطبية الاستشارات والجلسات العلاجية للاضطرابات النفسية المتصلة بدورة الحيض والحمل، بما في ذلك فقدان الحمل واضطرابات سن اليأس واضطرابات بعد الولادة، إلى جانب الاضطرابات النفسية الناجمة عن العنف ضد المرأة، بما في ذلك سوء المعاملة بالمنزل والاعتداءات الجنسية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن امرأة من بين كل ثلاث نساء في البلدان النامية، وامرأة من بين كل عشر نساء في البلدان المتقدمة، يعانين مشكلات الصحة النفسية خلال الحمل أو بعد الولادة. يُضاف إلى ذلك أن معدل إصابة النساء بالاكتئاب ضعف معدله بين الرجال لأسباب هرمونية إلى جانب الأسباب الإجتماعية والظروف الخاصة.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة فاطمة المنصوري، استشارية الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الحاصلة على البورد العربي في الطب النفسي: "لابد من تعزيز المعرفة العامة بالصعوبات والتحديات التي تعوق علاج الاضطرابات النفسية بين النساء. لذا افتُتحت بالبلدان الغربية مستشفيات متخصصة في الصحة النفسية للمرأة، لكن الحال ليس كذلك بالمنطقة العربية والدولة، لذا ارتأينا تدشين هذه العيادة المتخصصة بمدينة الشيخ خليفة الطبية. ومن بين أهم أهدافنا إثراء التوعية العامة بقضايا صحة المرأة وإزالة الحرج الذي يمنع كثيرات من مراجعة عيادات الصحة النفسية".
وهنا تؤكد الدكتورة المنصوري أن كثيرات تتم إحالتهن إلى العيادة النفسية غير أنهن لا يراجعن العيادة، لعدم رغبتهن في الاعتراف بالمشكلة النفسية أو لشعورهن بأن عدم تكيفهن مع ظروفهن يعود لعلة ما.
وهنا توضح الدكتورة المنصوري قائلة: "قد تشعر المرأة بانتقاص في حال احتاجت بعد الولادة إلى استشارة نفسية لاضطرابات مثل اكتئاب ما بعد الولادة، وقد تتساءل عن السبب في إخفاقها في التكيف مع هذا الظرف في حين تكيفت قريباتها وصديقاتها مع ذات الظرف. وبسبب ذلك قد تشعر المرأة بالانتقاص أو الذنب، الأمر الذي يفاقم سوء حالتها النفسية".
وتشارك الدكتورة المنصوري في مؤتمرات ومحاضرات عن قضايا الصحة النفسية للمرأة، وتشارك أيضاً في حملات توعية عامة وورش عمل متخصصة، وهي حريصة على تعزيز التوعية في هذا الشأن بين أطباء الرعاية الأولية.

وهنا تستطرد الدكتورة المنصوري قائلة: "عندما يُصاب المرء بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم، بطبيعة الحال لن يخبره طبيبه بأن الأمور على ما يُرام، وبأنه لا حاجة لتناول دواء، وبأن كل ما عليه فعله هو التحكم بمشاعره. ولكن هذا هو بالفعل ما تسمعه نساء كثيرات عند مراجعة طبيب الرعاية الأولية، لذا نحن مهتمون بتوعية هؤلاء الأطباء بالتحديات والمصاعب الظرفية التي تواجهها المرأة. وإذا نجحنا في إثراء معرفة أطباء الرعاية الأولية في هذا المجال سنزيل الكثير من الحرج المتعلق بقضايا الصحة النفسية للمرأة".

وأشارت الدكتورة المنصوري إلى أن عيادة الصحة النفسية للمرأة قد توسعت بافتتاح وحدة تابعة في مستشفى الكورنيش بأبوظبي، وأنها تعتزم تعيين المزيد من المختصين خلال الأشهر القليلة المقبلة.