الحكومية | الاثنين 16 فبراير, 2015 7:41 صباحاً |

كشف مركز الشارقة الإعلامي، الجهة المنظمة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، عن استقطاب المنتدى في دورته الرابعة للعديد من دراسات الحالة والتجارب العالمية المختلفة في الاتصال الحكومي وعلى رأسها تجربة الاتحاد الأوروبي التي ستستعرض طبيعة التواصل بين شعوب مختلفة بثقافات متنوعة ولغات متعددة، مسلطة الضوء على النجاحات والاخفاقات والتحديات والمستقبل، خصوصا في مواجهة خطر الانهيار والأزمات المالية والاقتصادية وغيرها... هذا إلى جانب إستعراض تجربة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) فيما يرتبط بالاعتداءات الالكترونية والتحديات التي تشكلها على العلاقة بين الحكومات والجمهور وتأثيرها على الخطط والرسائل الحكومية، إضافة إلى مناقشة تجربة ونظرة الحكومة الأردنية إلى واقع وتحديات ومستقبل التواصل الحكومي في المنطقة العربية.

وستكون هذه التجارب محور النقاشات التي ستركز عليها الجلسة الأولى من المنتدى والتي تحمل عنوان: "الاتصال الحكومي وملامح المسقبل"، ويشهد وقائعها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حيث يحاور الإعلامي جيرمي بوين، محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كلا من السيد خوسيه مانويل باروسو، رئيس وزراء البرتغال الأسبق، والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، والجنرال سير ريتشارد شيريف، نائب القائد الأعلى لقوات حلف الناتو في أوروبا 2011- 2014، ودولة السيد فيصل الفايز، النائب الأول لرئيس مجلس الأعيان الأردني.

كما سيدور الحوار حول سبل وآليات تطوير وسائل الاتصال والتواصل في ضوء المستجدات التي أدخلت أدوات جديدة على منظومة الإعلام وخصوصا الرقمي والإلكتروني، إلى جانب المتغيرات التي طرأت على عقلية ونفسية الجمهور وإحتياجاته، للمساعدة في صياغة الخطط والبرامج التي تنظم عمليات الاتصال لتحقيق أفضل النتائج. وتعقد في ظل تفاقم الأزمات الاقليمية والعالمية، وفي ظل تعاظم دور الإتصال الحكومي كأحد آليات فض النزاعات ونشر الطمأنينة والسلام والاستقرار.

وتنبع أهمية هذه الجلسة من عمق التجربة الدبلوماسية الغنية للسيد باروسو، والتجربة الحكومية لدولة فيصل الفايز، والخبرة الطويلة للسير شريف. فقد لعب باروسو دور الوسيط في العديد من عمليات النزاع، كان أبرزها الوساطة في محادثات عملية السلام الأنغولية في بسيس عام 1991، كما أطلق باروسو خلال عمله كوزير للخارجية محادثات مع وزير الخارجية الإندونيسي تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، وكان نتيجتها إعلان استقلال تيمور الشرقية .

في حين عرف شيريف بعمله على المستوى الاستراتيجي مع الحلفاء والحكومات (خاصة في أفغانستان) والاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية بهدف وضع الخطط الاتصالية الاستراتيجية وتنفيذ الحملات وتوفير الدعم المطلوب لحملات حلف شمال الأطلسي وعملياته وعمل قوات التحالف الدولي.

وتميز الفايز برؤيته البعيدة المدى والإبداع والانفتاح في التواصل مع كافة الجهات المعنية وذلك عمله الحكومي في أكثر من موقع عام على مدى أكثر من 25 عاما.

وحول موضوع الجلسة، قال سعادة أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، إن عملية الاتصال الحكومي شهدت تقدما نوعياً خلال السنوات الماضية، وإن تسارع الأحداث يتطلب جهوزية كاملة للاستجابة بفاعلية وسرعة لأي متغيرات قد تؤثر سلبا في مسيرة التقدم والتطوير.

وأضاف أن هذه الجلسة الحوارية ستضيف الكثير إلى تجربة التخطيط الحكومي المرحلي والإستراتيجي، وستسهم في إلقاء الضوء على أهمية التخطيط وبعد الرؤيا في إنجاح عملية التواصل.

ومن الجدير بالذكر، أن باروسو تولى منصب رئيس المفوضية الأوروبية في الفترة بين 2004 إلى 2014، كما شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء البرتغالي بين عامي 2002 و 2004. وقد حظي بالعديد من الجوائز والتكريمات وحصل على أكثر من 60 وساماً تقديرياً. كما ألف العديد من الكتب في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية والاتحاد الأوروبي. وقد تم انتخاب باروسو رئيساً للحزب الديموقراطي الاجتماعي في البرتغال في العام 1999، وأُعيد انتخابه لهذا المنصب ثلاث مرات. وخلال الفترة نفسها، عمل باروسو نائباً لرئيس حزب الشعب الأوروبي.

هذا ويعتبر الجنرال شيريف من المناصرين للقيادة المبنية على القيم على مختلف المستويات وفي كل القطاعات وينظر إلى خبرته وآرائه على أنها ذات قيمة كبيرة في المجال العسكري بالإضافة إلى المجالات التي تنطبق عليها أساليب القيادة مثل قطاع الأعمال والمؤسسات. ويعد ريتشارد من المتحدثين المتميزين وواسعي الاطلاع حول موضوع القيادة من مختلف جوانبه وتلقى محاضراته عن الاستراتيجية والتي يلقيها في كلية لندن للأعمال صدى إيجابياً واسعاً لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء.

في حين يرأس دولة الفايز لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الذي يشكل مع مجلس النواب الهيئة التشريعية في المملكة الأردنية الهاشمية (مجلس الأمة)، وبدأ حياته المهنية عام 1979 في المجال الدبلوماسي كقنصل في السفارة الأردنية في بلجيكا ثم انتقل للعمل في وزارة الخارجية وشغل عدة وظائف فيها. انتقل للعمل في التشريفات الملكية ليصبح رئيسها ومن ثم تولى عدة مناصب وزارية من بينها وزارة البلاط الملكي الهاشمي ووزير الدفاع كما تولى رئاسة مجلس الوزراء واستلم وزارة الدفاع، خدم أيضاً كعضو في مجلس النواب وحاز خلال سنين عمله على العديد من الأوسمة وجوائز التقدير من الأردن ودولٍ أخرى من بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا.

أما جيرمي بوين، مدير الجلسة، فقد إشتهر بتقديمه برنامج بي بي سي بريكفاست، إلى جانب برامج تلفزيونية وإذاعية أخرى، كما قدم تقارير صحفية من أكثر من 70 بلداً، وشارك في تغطية النزاعات التي شهدتها مناطق الخليج والسلفادور ولبنان والضفة الغربية وغزة وأفغانستان وكرواتيا والبوسنة والشيشان وكوسوفو والصومال ورواندا والعراق والجزائر وليبيا وسوريا. ونتيجة للتغطية المميزة التي قام بها جيرمي للحرب الأخيرة على لبنان، نالت بي بي سي نيوز جائزة إيمي الدولية. وفي عام 2009، فاز جيرمي بوين بالجائزة الأولى في حفل توزيع جوائز بايو لمراسلي الحروب عن فيلم حرب غزة.

وتقام الدورة الرابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت شعار "خطوات محددة ...نتائج أفضل" في مركز إكسبو الشارقة في الفترة بين 22 و23 فبراير الجاري. ويشارك في الدورة الرابعة عددا من أبرز الشخصيات ذات التجارب المميزة في مجال السياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية، والتي تركت بصمات واضحةً خلال مسيرة عملها، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات الأكاديمية والإعلامية وخبراء قطاع الاتصال الحكومي من مختلف دول المنطقة والعالم.